يعشق عدد كبير من السياح زيارة عروس الشمال طنجة. ويغادرونها بذكريات ويوميات توثق لهذه الزيارات.
في هذا المقال يتحدث صحافي جريدة "hola" الإسبانية عن 48 ساعة قضاها في هذه المدينة، وما أثاره فيها وما ينصح بزيارته فيها.
هنا، حيث يلتقي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ومن السواحل الإسبانية، يمكنك، في الأيام الصافية، وبكل سهولة، رؤية مدينة ألهمت فنانين عظماء، مثل ماتيس أو ديلاكروا، الذين فتنهم ضوء شمال إفريقيا.
هي مدينة عالمية بأحياء حديثة وفنادق فاخرة، تفتح أبوابها للزوار كل يوم، نابضةً بالحياة ومليئة بالأسواق والساحات والأماكن الفريدة.
عندما تنزل في مطار "ابن بطوطة" الدولي الصغير في طنجة، تكون في مواجهة اسم واحد من كبار الرحالة في التاريخ.
"ابن بطوطة" هو رجل من طنجة، عاش في القرن الرابع عشر، وسافر حول العالم، وسرد مغامراته في كتاب شهير.
اليوم يكرمه مسقط رأسه بجعل اسمه أول ما يستقبل المسافرين المتحمسين، مثله، لاكتشاف أرض جديدة ومذهلة.
بمجرد وصولك إلى المدينة، يمكنك أخذ قسط من الراحة في أحد الفنادق العريقة هنا، في أعالي التلال. فندق تم تجديده وتوسيعه ليشمل 133 غرفة (بما في ذلك عدة أجنحة)، ومطاعم، وحدائق مورقة، ومسبح، ومنتجع صحي فاخر، بل وحتى صالة ألعاب رياضية كاملة.
بديكوره المريح والأنيق يجعل تشعر بالراحة، من خلال المصابيح الثمينة، والأقمشة المطرزة، وقطع الزليج المصنوع يدويًا المستوحى من الفن الإسلامي، أو القطع الزخرفية التي صنعها الحرفيون المحليون.
اليوم الأول
ابدأ يومك في طنجة بالاستمتاع بنكهة "مدينة الأحلام"، المدينة الأكثر انفتاحًا وتسامحًا في المغرب، والتي استقبلت كبار الكتاب من أوروبا وأمريكا الشمالية في بداية القرن العشرين، على غرار بوروز أو ترومان كابوت.
سيغريك الصباح باستنشاق هواء نقي، لذا لن تجد أفضل من غابة برديكاريس (يطلق عليها الطنجاويون اسم "الرميلات")، وهي رئة خضراء ضخمة تمتد بين البحر والجبال.
حجمها الكبير ومناظرها الرائعة تجعلها المكان المثالي لبدء اليوم بالسير على طول أحد طرقها المميزة.
كما أنها مناسبة للنزهة في منتصف الصباح بفضل مقاعدها وطاولاتها الخشبية أو نوافيرها.
في وسط الطبيعة الخصبة توجد فيلا برديكاريس، المحاطة بأشجار الكينا التي تم إحضارها من أستراليا، والتي بناها لزوجته الدبلوماسي الأمريكي "إيون برديكاريس"، الذي ظل يملكها إلى أن انتقلت إلى يد الدولة المغربية سنة 1956.
والآن، تعال ننتقل إلى الجزء السفلي من المدينة، لنحاذيَ البحر، بجوار الميناء، حيث يبدأ شارع محمد السادس الرائع، الذي يمتد بموازاة الساحل ويمتد على طول الكورنيش، وهي منطقة ترفيهية مهمة تواجه الشواطئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
في الطرف المقابل للميناء ، في نهاية الشارع الضخم، نجد فيلا هاريس، التي كانت ملكًا للصحفي البريطاني "والتر هاريس"، وهو قصر فخم محاط بـ 9 هكتارات من الحدائق المزروعة بنباتات من مختلف الأنواع، تم افتتاحه كمتحف طنجة عام 2021.
زيارة المتحف والمجموعة الفنية المتواجدة هناك هي رحلة عبر تاريخ الفن، من القرنين التاسع عشر والعشرين، مع أعمال مهمة لرسامين مغاربة مثل بن علي الرباطي ، محمد المليحي أو محمد قاسمي.
اليوم الثاني
في اليوم الثاني، يمكنك أن تقوم بزيارة خفيفة إلى ساحة 9 أبريل (السوق د برا)، الواقع بجوار حديقة المندوبية.
هي ساحة بمدرجات صغيرة، ونافورة كبيرة، حيث يمكنك أن تجلس لترتاح قبالة سينما الريف القديمة ومسجد سيدي بو عبيد، ومشاهدة الحركة المستمرة للناس والسيارات.
وهناك، خلفك تماما، يدعوك باب الفحص إلى دخول عوالم المدينة القديمة، لاكتشاف أزقتها الضيقة ومتاجرها وبازاراتها ومنتجاتها.
إنها لحظة التسوق في المدينة القديمة، لحظة تفحص المنسوجات ذات الألف لون أو النعال أو حتى التوابل الشهيرة، ولم لا بضعة قوارير من زيت الأركان.
في الجزء العلوي من المدينة القديمة نجد أمامنا القصبة، المحاطة بسور على أحد تلال المدينة العالية المطلة على البحر.
هناك يمكنك اكتشاف العديد من الرياضات والقصور الصغيرة، والمنازل المزينة بنباتات في الواجهة، مع إمكانية زيارة دار المخزن، حيث يقع متحف القصبة، وأخيرا اختتام الجولة بإطلالة رائعة على المضيق جبل طارق.